الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.[سورة الأنفال الآيات 55- 57]: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)}.الإعراب: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (شرّ) اسم إنّ منصوب (الدوابّ) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق باسم التفضيل شرّ (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الذين) موصول في محلّ رفع خبر إنّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الفاء) تعليليّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لا) حرف نفي (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.جملة: {إنّ شرّ الدوابّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).وجملة: {هم لا يؤمنون} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {لا يؤمنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.(الذين) بدل من الأول، (عاهدت) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من العائد المحذوف، (ثمّ) حرف عطف (ينقضون) مضارع مرفوع والواو فاعل (عهد) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (في كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ(ينقضون)، (مرّة) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هم لا يتّقون) مثل هم لا يؤمنون.وجملة: {عاهدت...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).وجملة: {ينقضون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.وجملة: {هم لا يتّقون} لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.وجملة: {لا يتّقون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.(الفاء) عاطفة، (إن) حرف شرط جازم (ما) حرف زائد (تثقفنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط.. و(النون) للتوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (هم) مفعول به (في الحرب) جارّ ومجرور متعلّق بـ(تثقفنّهم)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (شرّد) فعل أمر، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(شرّ) والباء سببيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و(هم) ضمير مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير اسم لعلّ في محلّ نصب (يذّكّرون) مثل يؤمنون.وجملة: {تثقفنّهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ شرّ الدواب.وجملة: {شرّد بهم} في محلّ جزم جواب الشرط.وجملة: {لعلّهم يذّكّرون} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {يذّكّرون} في محلّ رفع خبر لعلّ..[سورة الأنفال آية 58]: {وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ (58)}.الإعراب: (الواو) استئنافيّة (إمّا تخافنّ) مثل إمّا تثقفنّ (من قوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من خيانة- نعت تقدّم على المنعوت- (خيانة) مفعول به منصوب (فانبذ إليهم) مثل فشرّد بهم، ومفعول انبذ محذوف أي العهد (على سواء) جارّ ومجرور حال من الفاعل والمفعول معا أي حال كونكم مستوين معهم أو حال كونهم مستوين معكم في العلم بنقض العهد (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخائنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.وجملة: {تخافنّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {انبذ...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: {إنّ اللّه لا يحبّ...} لا محلّ لها في حكم التعليل.وجملة: {لا يحب الخائنين} في محلّ رفع خبر إنّ..الصرف: (خيانة)، مصدر سماعيّ لفعل خان يخون باب نصر، وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي خون بفتح الخاء وسكون الواو وخانة ثمّ مصدر ميميّ مخانة بفتح الميم..البلاغة: 1- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً} فالخوف مستعار للعلم، أي وإما تعلمن من قوم معاهدين لك نقض عهد فيما سيأتي بما يلوح لك منهم من الدلائل {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ}.2- فن الإشارة: في قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ} وبعضهم يدرجه في باب الإيجاز لأنه تفرع عنه، ولكن قدامة فرعه من ائتلاف اللفظ مع المعنى، وشرحه هو أن يكون اللفظ القليل دالا على المعنى الكثير، حتى تكون دلالة اللفظ على المعنى كالإشارة باليد، فإنها تشير بحركة واحدة إلى أشياء كثيرة لو عبّر عنها بأسمائها احتاجت إلى عبارة طويلة وألفاظ كثيرة.فقوله تعالى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ} تشير إلى الأمر بالمقاتلة بنبذ العهد كما نبذوا عهدك، مع ما يدل عليه سال. مر بالمساواة في الفعل من العدل، فإذا أضفت إلى ذلك ما تشير إليه كلمة خيانة من وجود معاهدة سابقة، تبين لك ما انطوت عليه هذه الإشارات الخفية من دلالات كأنها أخذة السحر..الفوائد: 1- متى ينقض العهد مع الكافرين؟بينت هذه الآية حكما فقهيا، وهو جواز فسخ عقود الأمان مع الكفار، عند ما نخشى غدرهم وخيانتهم، كما فعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة والنضير عند ما بدت خيانتهم، كما يجب إعلامهم بذلك الفسخ، حتى لا يبقى لوم على المسلمين، أما إن غدروا وخانوا العهد فلا يشترط إعلامهم، كما حصل لكفار مكة عند ما نقضوا صلح الحديبية، فإن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سار إليهم دون أن يعلمهم.وقد ورد حديث بهذا الصدد يقول: عن سليم بن عامر عن رجل من حمير قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس وهو يقول: اللّه أكبر، اللّه أكبر، وفاء لا غدرا، فإذا هو عمرو بن عنبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله فقال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشدّ عقدة ولا يحلّها حتى ينقضي أجلها، أو ينبذ إليهم على سواء فرجع معاوية. أخرجه أبو داود والترمذي.2- ما (الزائدة) ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ} نحن هنا بصدد (إما) وهي مؤلفة من إن الشرطيّة وما الزائدة وقال النحويون: إنه في هذه الحال يجوز توكيد الفعل وعدم توكيده، ولكن أسلوب القرآن الكريم جرى على توكيده. وترد ما الزائدة في كثير من المواضع سنذكر أهمها:1- بعد إذا مثل قول الشاعر:2- بعد بعض حروف الجر كالباء، مثل قوله تعالى: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}.وبعد عن، كقوله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ}.3- وتزاد بين المتبوع ومتبوعه، كقوله تعالى: {مَثَلًا ما بَعُوضَةً} قال الزجاج: ما حرف زائد للتوكيد عند جميع البصريين وبعوضة بدل.4- وتزاد بعد سيّ كقول امرئ القيس: .[سورة الأنفال آية 59]: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59)}.الإعراب: (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم و(النون) للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والمفعول الأول محذوف تقديره أنفسهم (كفروا) فعل ماض وفاعله (سبقوا) مثل كفروا (إنّ) حرف توكيد ونصب و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يعجزون) مضارع مرفوع..والواو فاعل.وجملة: {لا تحسبنّ الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).وجملة: {إنّهم لا يعجزون} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {لا يعجزون} في محلّ رفع خبر إنّ.
|